آلهة الأقاليم في مصر الفرعونية القديمة

آلهة الأقاليم في مصر الفرعونية القديمة 


عندما تكونت المدن المصرية القديمة كان لكل  مدينة اله ، وكان لهذا الاله معبده الخاص وطقوسه وأعيادة ، وظلت آلهة المدن في مستوى قداستها نفسه حتى عنما طغت عليها آلهة الأقاليم التي ضمت عدة مدن وحتى عندما عبدت الآلهة الكونية فيها وكان اله المدينة يعتبر عند سكانها أعظم من آلهة المدن الأخرى ، فهو الذي خلق كل شيء، وهو واهب الخيرات والنعم ، وقد ظل إله المدينة حتى أواخر الحضارة المصرية على صلة وثيقة بمدينته ، فكان لواؤه هو نفسه علم المدينة التي نشأت عبادته فيها ، وكان في كثير من الأحيان يسمي باسمها ويلقب بأنه سيدها، كما كانت المدينة نفسها تسمي بيته، لقد منحت بعض المدن أسماءها الى الآلهة أو العكس فمدينة نخب شمال إدفو منحت اسمها للإلهة نخبيت الإلهة الرخمة، وكذلك مدينة باست ( بوبسطة أو الزقازيق ) التي منحت اسمها للالهة باستت الالهة القطة ، وكان الاله تحوت يلقب بأنه سيد الأشمونيين وسماها الاغريق هيرموبوليس ( مدينة هرمس الذي هو تحوت ).


وعندما تكونت الأقاليم ارتفع شأن المدينة التي أصبحت عاصمة للإقليم ولذلك اصبح اله تلك المدينة الها للإقليم بأكمله وكان الكهنة في هذه الحال يسلكون أحد أمرين : فإما يهملون اله مدنهم الخاصه ويتملقون اله الإقليم ، وإما يقربون صفات الإله الخاص من إله الإقليم ويذيبون القروقات بينهما ويدعون أنه صورة من اله الإقليم وبذلك تتحور وظيفته أو تصبح له وظيفه جديدة ويعتبر المنهج الذي قام بتطبيقه فرانسوا دوماس في تقصي آلهة المدن والأقاليم المصريه منهجا كميا قديما فقد أحصى وتتبع الآلهة المصرية من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، ولم  يكشف لنا كتابه المكرس لهذا الغرض الايقاع الذي كانت تنبض به أرض مصر روحيا بل كان مجرد سرد جغرافي - ثيولوجي.


 

لقد كانت الأقاليم المصرية مثار تدوين واعتناء من قبل المصريين القدماء أنفسهم وقد وصلت على جدران الهياكل والمعابد قوائم بهذه الأقاليم التي كانت كانت تنقسم بصورة عامة الى قسمين هما : أقاليم الوجه القبلي وعددها (22) إقليما ، وأقاليم الوجه البحري وعددها (20) إقليما ، ولم يكن تقسيم الأقاليم في مصر يخضع إلى إرادة إدارية موضوعة بل كان إلى حد كبير طبيعيا فرضته طبيعة مصر وحافظت عليه طوال عصورها الفرعونية.

 

ومن الجدير بالذكر أن لكل إقليم إشارة خاصة كانت تصور على أعلام وتثبت فوق العلامة الهيروغلفية التي ترمز للإقليم ، وفي مرحلة لاحقة صورت هذه الإشارات والأسماء فوق رأس سيدة تحمل بين يديها ما يرمز لخيرات الإقليم.

 

أما في العصور المتأخرة واليونانية والرومانية  فقد شاع تمثيل الأقاليم على هيئة إله النيل يحمل شارة الإقليم فوق رأسه، وكانت إشارة الإقليم في الغالب تمثل إلهه المحلى وربما مثلت طواطم  كانت العشائر المصرية القديمة التي استقرت في ذلك الإقليم تتخذ منه شارة أو شعارا لها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علاقة علم الآثار بالتاريخ

علم آثار ما قبل التاريخ

معبد حتحور دندرة Temple of Hathor, Dendera